Wednesday, June 16, 2010

من قلب الحدث

تابعت ما تنقله الصحافه ووسائل الاعلام هذه الايام عن ازمة المحامين والقضاه ولانى فى قلب هذه الاحداث فاحببت ان انقل للناس صوره حقيقيه وغير مشوهه عما حدث ويحدث فى البدايه احب ان اشير لى ان الامر ليس هو واقعة التعدى ولا يمكن اختزال الامور فى هذا الامر رغم اهميته ورغم وجود اثنين من المحامين رهن الحبس لكن هذه الواقعه تعتبر القشه التى قصمت ظهر البعير فمنذ بدايه عملى بالمحاماه - وانا لست ممن تقدم للتعيين فى النيابه بعد التخرج- وانا اشاهد والمس بل واتعرض احيانا لغرور وكبرياء بعض وكلاء النيابه وبعض القضاه ونادرا ما نجد منهم من يتواضع ويدرك اهمية وحقيقة موقعه لكننا فى مدينة المحله الكبرى كمحامين ومنذ زمن بعيد تعرف كيفية التعامل معهم بمبدا العين بالعين والسن بالسن والبادى اظلم فإن اساؤا اسئنا وان احسنوا احسنا وهم هنا ادركوا ذلك ويحرصون على عدم افتعال المشاكل معنا لانهم يعرفون ان رد المحامين سيكون قاسى وشديد وكنت اذا خرجت الى مدينه اخرى ومحاكم غير محكمة مدينتى ارى عجبا واسمع عجبا وارى المحامين يسكتون عن اوضاع لا يمكن ان نمررها نحن محامو المحله وكان ذلك يغيظنى من سكوت المحامين وهوانهم على انفسهم مما عود القضاه ووكلاء النيابه بل والموظفيين الادرايين بالتعامل معهم بطرق لا تليق
اقول هذا ليدرك القارئ الوضع قبل الاحداث حتى اتانى الخبر بحدوث واقعة تعدى من مدير نيابة قسم تان طنطا باسم ابو الروس على ايهاب ساعى الدين المحامى ثم قيام ايهاب برد الاعتداء
فرحت اتقصى حقيقة الواقعه واسال الموثوق فيهم ممن حضروا الواقعه
فكانت الاحداث كالتالى تقدم ايهاب بطلب لمدير النيابه لياخذ عليه تاشيره ولان ايهاب معتاد على ان يشتكى وكلاء النيابه ولكونه تخرج فى كلية الحقوق وكان الرابع على دفعته فكان ممن لا يتحملون استعلاء ولا غرور وكلاء النيابه وكان يقوم بتحرير الشكاور ضدهم وارسالها الى التفتيش القضائى مما جعلهم يكرهونه فقام مدير النيابه باسم ابو الروس بتاخير الاستاذ ايهاب لمده تجاوزت الساعه خارج الغرفه مما اثار حفيظة ايهاب واستدعى الامر ان يدخل لمدير النيابه ليرى ما سبب التاخير فمنعه الحرس ويشك البعض ان المنع كان بتعليمات وانا اميل لهذا الشك اذ ان هذا العسكرى لا يجرؤ على ذلك الا باوامر من النيابه وحدث ان قام الحرس بضرب ايهاب بسبب محاولاته للدخول لمكتب مدير النيابه ودخل ايهاب منفعلا فقال له مدير النيابه انت ازاى تدخل مكتبى بالشكل ده رد ايهاب قائلا انا يا بيه محامى وانضربت على بابك فرد وكيل النيابه محامى تبقى تاخد بالجزمه ومان نطق بهذه العباره حتى قام الحرس بالاعتداء على ايهاب مره اخرى وقام مدير النيابه بالتعامل معه بطريقه تليق لا بالمحامى ولا بوكيل نيابه ثم امر الحرس باحضار ايهاب اليه وقام من على مكتبه قام بنفسه وهو ضابط شرطه سابق بالاعتداء بالضرب على ايهاب وحتى هذه اللحظه كانت الواقعه هى تعد من طرف واحد فقام ايهاب باللجوء عن طريق المحامين للمحامى العام الذى امر بفتح تحقيق يشرف عليه بنفسه وافاد من حضر التحقيق من الساده المحامين ان المحامى العام ابلغ النائب العام بالواقعه واشار الى ان الخطأ فى جانب مدير النيابه وانه هو من اعتدى وراح القضاه ووكلاء النيابه يتدخلوا للصلح بينهم ولكن المحامين رفضوا ورفض ايهاب وصم على التحقيق فى الواقعه فاحضر باسم ابو الروس شاهدا بعمل مفتشا للتموين ليقرر انه كان فى النيابه لتسليم بعض المحاضر وان الواقعه ملفقه من المحامى وانه هو المعتدى وبدا التجهيز من ناحية النيابه للشهود لكى يشهدوا زورا فى حق المحامى
وفى الوقت الذى كان فيه المحامون يتشاورون خارج مكتب المحامى العام بطنطا اذا بمدير النيابه باسم ابو الروس يخرج من مكتب المحامى العام ناظر باستعلاء وباستهزاء شديد لايهاب وعلى وجهه ارتسمت ابتسامات الصلف والاستخفاف كانه يقول لايهاب _ ابقى قابلنى لو عرفت تعمل حاجه) ووصلت الرساله لايهاب بان التحقيق فى طريقه للفساد وللحفظ وان المحضر لم يعد يصلح وان القانون لن ياتى له بحقه فانتهز قرب وجه مدير النيابه منه ليصفعه على وجهه ثم يتبع الصفعه بركله لمؤخرة السيد المدير الذى حاول الافلات جريا من امام ايهاب الذى قام بسحب مديرالنيابه من ملابسه من الخلف متبعا ذلك بصفعه قويه على قفاه راميا اياه على الارض ثم دخل لمكتب المحامى العام ليخبره انه وافق على الصلح بعد ان اخذ حقه والى هنا والامور ستنتهى فى اطار التهدئه لكن قام مدير النيابه واثنين اخرين من وكلاء النيابه بتقديم استقالاتهم للمحامى العام حتى لا يتم الصلح ويتم التحقيق
وهنا بدات الامور تغلى اذا قامت النيابه بالتحقيق فى الواقعه ولما يتم سؤال باسم ابو الروس كمتهم واكتفوا بتوجيه الاتهامات للمحامى ايهاب ساعى الدين ومصطفى فتوح_ ليس له اى دور فى الاحداث_ دون توجيه اى اتهام لوكيل النيابه وقرر المحقق بحبس ايهاب ومصطفى
وهنا بدا المحامين فى الاحتجاج والاضراب والتصعيد واحسوا بالاهانه وبعدم وجود عدل فلماذا اذا اعتدى وكيل النيابه على المحامى يريده انا يتصالح ويتنازل ويرضى باعتذار من هنا او من هناك فاذا رد المحامى الاعتداء على وكيل النيابه وضع انفه فى السماء وقلب الدنيا راسا على عقب؟؟؟؟
ثم توالت الاحداث باحالة المحامين محبوسين للجلسه وفق اجراءات كلنا - محامون وقضاه - يعلم انها باطله وانه لايجوز حبس المحامى بسبب تأدية مهنته وكان الظن ان القضاء سيعيد للامور نصابها لكن اتضح ان القاضى ينتقم اذا قام بالحكم بالرغم من عدم ترافع المحامينم فى الدعوى وسبب حكمه فى ثمانية صفحات طويله ليس بها امرا واحدا يصلح كدليل وقضى بحبسهما 5 سنوات وهنا ثارت الثائره وقرر المحامون فى المحله وفى طنطا وفى محاكم اخرى ان يصعدوا الامور وملأ الغضب كل المحامين بلا استثناء فقاموا بالدخول لمكتب المحامى العام للاعتصام به وهو ما صوره الاعلام على انه احتجاز للمحامى العام وهذا ما لم يحدث لست انفى ان المحامين تحدثوا معه بخشونه وباسلوب غير معتاد لكن كان على كل فرد من رجال القضاء ان يتحمل ثورة المحامين والتى لم تهدا حتى الان فى انتظار ما ستسفر عنه القضيه لكن مهما كان الحكم فى القضيه فان المحامن لن تسكت بعد الان على ما كانوا يسكتون عليه من اخطاء للقضاه هذا ما استطيع ان اراه فى عيون جميع المحامين
سوف يقومون بتحرير الشكاوى لتفتيش القضائى يوميا وبالالاف حتى يخرج من القضاء كل من لا يلتزم ويبقى العلماء والمحترمين منهم
بالاضافه الى عديد من البلاغات التى سوف يتم تحريكعا اذا ما تم تصعيد للامر سواء فى القضيه او ضد اى من المحامين بعد ذلك . كانت هذه يا ساده هى الواقعه الحقيقيه لما حدث بنيابة اول طنطا وهى نتاج حقيقى لتجاوزات النيابه المستمره مع المحامين ومع الناس بسبب طريقة تعيينهم الغير قانونيه