هذه قصيده للشاعر ابى القاسم الشابى تعبر ببلاغه شديده عن حال كل حق ضعيف لايملك الا لسان مثرثر اما كل قوه غاشمه تملك اسلحتها وتعرف مدى قوتها كحال الامم الضعيفه ونظيرتها القويه فالاولى تظل تواجه الاخيره بخطاب مفوه عن قيم الحق ووجوب الالتزام بالحق وتظل تندد وتشجب وتدين والاخرى تبتسم هازئة وتمضى فى طريقها مدعومة بماتملك من قوه ، وهذه القصيده اسمها فلسفة الثعبان المقدس واترككم مع هذه القصيده
فلسفة الثعبان المقدس
كان الربيع الحي روحا حالما
غــض الشباب معطر الجلباب
يمشي على الدنيا بفكره شاعر
ويطــوفها في مـــوكب خلاب
والأفــق يمـــلأه الحنان كأنه
والأفــق يمـــلأه الحنان كأنه
قلب الوجود المنتج الوهاب
والكون من طهر الحياة كأنما
هو معبد والغاب كالمحراب
والكون من طهر الحياة كأنما
هو معبد والغاب كالمحراب
والشاعر الشحرور يرقص منشدا
للشمس فوق الورد والأعشاب
شعر السعادة والسلام ونفسه
سكرى بسحر العالم الخلاب
ورآه ثعبان الجبال فغمه
ما فيه من مرح وفيض شباب
وانقض مضطغنا عليه كأنه
سوط القضاء ولعنة الأرباب
بغت الشقي فصاح في هول القضا
متلفتا للصائل المنتاب
وتدفق المسكين يصرخ ثائرا
ماذا جنيت أنا فحق عقابي
لا شيء إلا أنني متغزل
بالكــائنـــات مـــغرد في غابي
ألقى من الدنيا حنانا طاهر
وأبثها نجوى المحب الصابي
أيعد هذا في الوجود جريمة
أين العدالة يا رفاق شبابي
لا أين؟ فالشرع المقدس ها هنا
رأي الـــــقوي وفــــكرة الغــــــلاب
وسعادة الضعفاء جرم ماله
عند القوي سوى أشد عقاب
ولتشهد الدنيا التي غنيتها
حلم الشباب وروعة الإعجاب
إن السلام حقيقة مكذوبة
والعدل فلسفة اللهيب الخابي
لا عدل إلا إن تعادلت القوى
وتصادم الإرهاب بالإرهاب
فتبسم الثعبان بسمة هازىء
وأجاب في سمت وفرط كذاب
ياأيها الغر المثرثر إنني
أرثي لثورة جهلك الثلاب
والغر يعذره الحكيم إذا طغى
جهل الصبا في قلبه الوثاب
فاكبح عواطفك الجوامح إنها
شردت بلبك واستمع لخطابي
إني إله طالما عبد الورى ظلي
وخافوا لعنتي وعقابي
وتقدموا لي بالضحايا منهم
فرحين شأن العابد الأواب
وسعادة النفس التقية أنها
يوما تكون ضحية الأرباب
فتصير في روح الألوهية بضعة
قدسية خلصت من الأوشاب
أفلا يسرك أن تكون ضحيتي
فتحل في لحمي وفي أعصابي
وتكون عزما في دمي وتوهجا
في ناظري وحدة في نابي
وتذوب في روحي التي لا تنتهي
وتصير بعض ألوهتي وشبابي
إني أردت لك الخلود مؤلها
في روحي الباقي على الأحقاب
فكر لتدرك ما أريد وإنه
أسمى من العيش القصير النابي
فأجابه الشحرور في غصص الردى
والموت يخنقه إليك جوابي
لا رأي للحق الضعيف ولا صدى
الرأي رأي القاهر الغلاب
فافعل مشيئتك التي قد شئتها
وارحم جلالك من سماع خطابي
وكذاك تتخذ المظالم منطقا
عذبا لتخفي سوءة الآراب